نام کتاب : حلية المحاضرة نویسنده : ابن المظفر الحاتمي جلد : 1 صفحه : 151
1493 وقد أحسن إبراهيم بن المهدي في هذا المعنى، وإن كان في غير هذه الطريقة. فقال [بسيط] :
مالي رأيتك تحبوني وتبعدني ... وأنت مني مكان السمع والبصر
والله ما نظرت عيني شبيهك في ... حسن وظرف، وما حانيت بالنظر
1494 وأحسن ابن أبي الزوائد كل الإحسان بقوله [منسرح] :
فضلها الحسن في العيون فما ... تصرف عنها اللحاظ والنظر
وتخشع الشمس في النهار لها ... حين تراها ويخشع القمر
معرفة أنها تفوقهما ... في الحسن في عين من له بصر
أحسن ما قيل في حب الكبار
1495 فمن أحسن ما قيل في ذلك ما أنشدينه محمد بن يحيى قال أنشدنا تعلب [طويل] :
أبى القلب إلا أم عمرو وحبها ... عجوزاً، ومن يحبب عجوزاً يفند
كبرد اليماني قد تقادم عهده ... ورفعته ما شئت في العين واليد
1496 وأنشدنا، قال أنشدنا علي بن الصباح قال أنشدنا أبو ملحم المرار بن سعد [بسيط] :
قصرت يومكما ببيض بدن ... نجل العيون نواعم لم تبئس
يوم ارتمت قلبي بأسهم لحظها ... أم الوليد في فناء عنس
من بعد ما لبست ملياً حسنها ... وكأن روع جمالها لم يلبس
بيضاء مطعمة الملاحة مثلها ... لهو الجليس ومنية المتفرس
1497وأول من نطق بحب الكبار، امرؤ القيس. بقوله [طويل] :
ومثلك حبلى قد طرقت ومرضع ... فألهيتها عن ذي تمائم مغيل
إذا ما بكى من خلفها قدمت له ... بشق وتحتي شقها لم يحول
1498 وكان شاب من الأعراب مفلساً [ومتزوجاً] بامرأة شابة، ولا يجد-لفقره- فتزوج موسرة فقال [طويل] :
إذا فاتك.... فانتقل ... برحلك واخلطه برحل عجوز
عجوز لها مال تعيش بفضله ... وألوان وشي فاخر وحزوز
1499 وملح الآخر في هذا المعنى بقوله [وافر] :
رأيت البيض قد أعرضن عني ... فخير لي أن تساعدني عجوز
كأن مجامع اللحيين منها ... إذا حركت عن العرنين كوز
1500 أخبرنا محمد بن يحيى قال أخبرنا الحسن بن إسحاق قال "عشقت عجوز شاباً، وعشق الشاب شابة. وكان يداري العجوز، ليأخذ منها ما ينفقه على الشابة. فيقول [وافر] :
صبرت على المساءة طول يومي ... لأقضي في غد حق السرور
أعالج قبل حلو العيش مراً ... ليسلمني العسير إلى اليسير
وطلبته العجوز يوماً، وكان عند الشابة، فلما جاءه رسولها، قال له: قل لها [خفيف] :
ليس بيني وبين تيس عتاب ... غير طعن الكلا وضرب الرقاب
قال: "فلما بلغها الرسول قوله. قالت: قل له: (يا أرعن! فهل يريد تيس إلا طعن الكلا؟ فصر إليها!) ".
1501 ومن الغلو في وصف الكبيرة بالحسن. والزيادة في الجمال على تقادم السن قول ذي الرمة [طويل] :
لقد أرسلت خرقاء نحوي جريتها ... لتجعلني خرقاء فيمن أضلت
وخرقاء لا تزداد إلا ملاحة ... وإن عمرت تعمير نوح وملت
كأن الحميا خالطتها سلافة ... على شفتي خرقاء باتت وظلت
1502 ومن مستحسن ما قيل في هذا المعنى ما أنشدنيه محمد بن يحيى قال أنشدني ميمون بن هرون عن إسحاق [طويل] :
وعلقت ليلى وهي ذات موصد ... ترد علينا بالعشي المراميا
فشب بنو ليلى وشب بنو ابنها ... وهاذي دواعي حب ليلى كماهيا 1503 أخذ هذا البيت الثاني ابن المعتز، فقال [مجزؤ الخفيف] :
من معيني على السهر ... وعلى الحب والفكر
وابلاي من شادن ... كبر الحب إذ كبر
أحسن ما قيل في حب الصغار
1504 أول من تنازع هذا المعنى كثر، و (نصيبا) ما كثير، فقال [طويل] :
وعلقتها بين الجواري صغيرة ... وما حليت إلا الجمان المنظما
إلى أن دعت بالدرع قبل لداتها ... وكانت إلى مثليه أبهى وأعظما
وأما نصيب فملح بقوله [وافر] :
ولولا أن يقال: صبا نصيب ... لقلت لنفسي: النساء الصغار
بنفسي كل مهضوم حشاها ... إذا ظلمت فليس لها انتصار
1505 وقال الآخر وملح، فأنشد، وهو من المشهور أيضاً [طويل] :
ولقت ليلى وهي ذات موصد ... ولم يبد للأتراب من ثديها حجم
صغيرين نرعى البهم، يا ليت أننا ... إلى اليوم لم نكبر ولم تكبر البهم
نام کتاب : حلية المحاضرة نویسنده : ابن المظفر الحاتمي جلد : 1 صفحه : 151